خلال خطاب فلسطين في قمة تحول التعليم الذي تستضيفه الأمم المتحدة
اشتية: التعليم في فلسطين استثنائي فالتحديات مضاعفة بسبب الاحتلال
رئيس الوزراء: التعليم بالقدس يتعرض لهجوم منظم يهدف إلى فرض الطابع الإسرائيلي عليه
قال رئيس الوزراء د. محمد اشتية "يتعرض التعليم الفلسطيني في القدس حاليًا لهجوم منظم يهدف إلى فرض الطابع الإسرائيلي على نظامنا التعليمي، في انتهاك صارخ للمواثيق والمعاهدات الدولية".
وأشار رئيس الوزراء خلال خطابه في "قمة تحويل التعليم" التي تستضيفها الأمم المتحدة في نيويورك، عبر الفيديو كونفرنس، إلى أن "التعليم في فلسطين استثنائي، فالتحديات مضاعفة بسبب الاحتلال الذي يستهدف المدرسة والطالب والمعلم".
وأوضح اشتية: "إن الطلاب الفلسطينيين خصوصا المقيمين في المناطق المسماة "ج"، يواجهون صعوبات يومية في الوصول لمدارسهم بسبب الهجوم اليومي على المشهد التعليمي من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، بما في ذلك هدم المدارس والاعتداء المسلح على الطلاب والمعلمين، ونقاط التفتيش والاعتقالات والمضايقات والترهيب، بالإضافة إلى السياسات والإجراءات التي تعرقل بناء مدارس جديدة".
وقال رئيس الوزراء: "التعليم في فلسطين يُمثل استراتيجية للبقاء والنماء والصمود، فهو بطاقة لتأمين مستقبل أفضل للفرد والمجتمع، وركيزة للحفاظ على الهوية الوطنية ومحفز للنضال من أجل الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وهو حق من حقوق الإنسان نناضل من أجله".
وتابع: "إن فلسطين تفتخر بنسبة المتعلمين فيها، وأنها من اوائل الدول من حيث حملة الشهادات الجامعية. وتفخر بأنه ورغم صعوبات الأوضاع المالية فإن التعليم المدرسي بكل درجاته مجاني، والمتعلم الفلسطيني قادر على المنافسة إقليميا ودوليا".
وأوضح رئيس الوزراء أن المشاورات التحضيرية للمؤتمر مع الشركاء الرئيسيين المحليين والدوليين، خلصت إلى عدد من التوصيات والرؤى، التي نفذت الحكومة جزءا منها، وتعمل على استكمال الباقي.
ومن هذه التوصيات: "ضرورة أن يوفر النظام التعليمي مهارات حياتية وأخرى متعلقة بسوق العمل والتنمية المستدامة، وجاهزية لغد أفضل، من خلال الانتقال من التعليم إلى التعلم. وضرورة النهوض بالتحول الرقمي في النظام التعليمي ومواكبة تكنولوجيا العصر. ضرورة التركيز على التعليم والتدريب المهني كرافعة للاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل للشباب".
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالقول: "نتعهد كحكومة فلسطينية بالوفاء بالتزاماتنا الدولية المتعلقة بالتعليم بالرغم من محددات الاحتلال وتضاءل المساعدات الخارجية".
وفيما يلي خطاب رئيس الوزراء كاملا:
السيد أنطونيو غوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة،
السيدات والسادة رؤساء الدول والوفود المشاركة،
بدايةً أود أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير للقائمين على تنظيم هذه القمة في بيت الأمم المتحدة. إن تحويل التعليم بشكل جماعي ومسؤول لإيجاد أنظمة تعليم متطورة وفعالة وقادرة على الاستجابة للأزمات يمثل أولوية للجميع، فالاستثمار في التعليم يبقى أفضل المسارات التي يمكن أن نستثمر بها في سبيل تحقيق العدالة والرفاه والتنمية المستدامة لكافة شعوب العالم.
إن التعليم في فلسطين يُمثل استراتيجية للبقاء والنماء والصمود، فهو بطاقة لتأمين مستقبل أفضل للفرد والمجتمع، وركيزة للحفاظ على الهوية الوطنية ومحفز للنضال من أجل الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وهو حق من حقوق الإنسان نناضل من أجله.
والتعليم في فلسطين استثنائي، فالتحديات مضاعفة بسبب الاحتلال الذي يستهدف المدرسة والطالب والمعلم. إن الطلاب الفلسطينيين خصوصا المقيمين في المناطق المسماة "ج"، يواجهون صعوبات يومية في الوصول لمدارسهم بسبب الهجوم اليومي على المشهد التعليمي من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، بما في ذلك هدم المدارس والاعتداء المسلح على الطلاب والمعلمين، ونقاط التفتيش والاعتقالات والمضايقات والترهيب، بالإضافة إلى السياسات والإجراءات التي تعرقل بناء مدارس جديدة.
كما يتعرض التعليم الفلسطيني في القدس حاليًا لهجوم منظم يهدف إلى فرض الطابع الإسرائيلي على نظامنا التعليمي، في انتهاك صارخ للمواثيق والمعاهدات الدولية.
السيدات والسادة،
قبيل مؤتمرنا هذا، عقدت فلسطين عدة جلسات استشارية مع الشركاء الرئيسيين المحليين والدوليين. وقد خلصت تلك المشاورات إلى:
1. ضرورة أن يوفر النظام التعليمي مهارات حياتية وأخرى متعلقة بسوق العمل والتنمية المستدامة، وجاهزية لغد أفضل، من خلال الانتقال من التعليم إلى التعلم.
يعتبر نهج التعليم الشامل أساساً لمجموعة من المهارات الحياتية، والتي تغذي مهارات القراءة، والبحث العلمي والريادة، والابتكار، وخدمة المجتمع، والتعبير الإبداعي، وتغير المناخ، والحفاظ على التراث الثقافي وتشجيع التفكير الخلّاق. كما نشجع جمعيات الكشافة الرياضية والطلابية في مدارسنا. بالإضافة إلى أن النوادي البرلمانية الطلابية المنتخبة إلزامية في المدارس الحكومية.
2. ضرورة النهوض بالتحول الرقمي في النظام التعليمي ومواكبة تكنولوجيا العصر.
إن التزام فلسطين بدفع خطتها للتحول الرقمي في قطاع التعليم، يجعله أكثر ذكاء، وأكثر مرونة، واستجابة، وشفافية، وأكثر خضوعا للمساءلة.
وفعلا أنجزت الحكومة الفلسطينية الكثير في هذا الجانب، فقد تم تنفيذ خطة التحول الرقمي التي شملت نشر منصة رقمية موحدة للمدرسة الإلكترونية وذلك في استجابة سريعة لجائحة كورونا، وكذلك التوجه لرقمنة مئات المهمات، مما سمح ويسمح للمعلمين والموظفين بالاستفادة بمجموعة من الخدمات الذاتية الرقمية عبر الهاتف المحمول والتي خففت من المهام البيروقراطية والروتين.
3. ضرورة التركيز على التعليم والتدريب المهني كرافعة للاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل للشباب. فقد أنشأت الحكومة الفلسطينية جامعة متخصصة للتعليم والتدريب المهني، تعمل على توفير دعم المعلمين والارتقاء بمهاراتهم.
السيدات والسادة،
إن فلسطين تفتخر بنسبة المتعلمين فيها، وأنها من أوائل الدول من حيث حملة الشهادات الجامعية، فالتعليم في فلسطين رافعة للفرد والمجتمع والحالة النضالية. وتفخر بأنه ورغم صعوبات الأوضاع المالية فإن التعليم المدرسي بكل درجاته مجاني، والمتعلم الفلسطيني قادر على المنافسة إقليميا ودوليا. ويسعدني أن المعلم الفلسطيني كان نواة العملية التعليمية في عدد من الدول العربية الشقيقة بسبب نوعية التعليم وحسن الأداء.
إنني وبإسم سيادة الرئيس محمود عباس، نتعهد كحكومة فلسطينية بالوفاء بالتزاماتنا الدولية المتعلقة بالتعليم بالرغم من محددات الاحتلال وتضاءل المساعدات الخارجية.
