جلسة مجلس الوزراء رقم (227)

30/10/2023

جلسة مجلس الوزراء رقم (227)

اشتية: ما يتعرض له شعبنا في القطاع من حرب إبادة يفوق الوصف ويجب أن يتوقف فوراً

- آلاف الأطفال يقتلون وهم نائمون بين أحضان أمهاتهم وآبائهم وأجدادهم وجداتهم

-إرهاب المستوطنين تزايد تحت أعين جيش الاحتلال

 

- دعا الدول المساندة للعدوان أن تنحاز إلى القيم والقوانين الإنسانية وأن لا تقف في الاتجاه الخاطئ للتاريخ

 

 اعتبر رئيس الوزراء د. محمد اشتية ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يفوق كل وصف ويعكس المدى المفجع الذي بلغته تلك الحرب المجنونة داعياً إلى ضرورة وقفها فوراً وفتح ممرات إنسانية لإدخال الإمدادات التموينية والغذائية إلى المحاصرين وسط انقطاع الماء والكهرباء والاتصالات.

 

وأضاف اشتية في كلمته بمستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء التي عقدت في مدينة رام الله اليوم الإثنين: "إن ما يتعرض له أبناء شعبنا في قطاع غزة من حرب إبادة فاق كل وصف، فآلاف الأطفال الذين يقتلون وهم نائمون بين أحضان أمهاتهم وآبائهم وبين أجدادهم وجداتهم، إنما يعكس المدى المفجع الذي بلغته تلك الحرب المجرمة، التي يجب أن تتوقف فوراً، بالتوازي مع فتح ممرات آمنة لتمكين مئات الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والوقود بالدخول لإغاثة أهلنا في القطاع المحاصر بالنار والدخان وسط انقطاع الكهرباء والماء".

 

وقال اشتية إن نصف الشهداء من الأطفال الذين يقضون مع عائلاتهم تحت ركام البيوت التي تدمرها طائرات الاحتلال فوق رؤوسهم مشيراً إلى أن :"الشهداء لهم أسماء وعائلات وبيوت وأحلام، وقد بلغ عددهم حتى  الآن 8382 شهيداً نصفهم من الأطفال والنساء، و23 ألف جريح، أطفال قتلوا وهم يرتعدون خوفاً وجوعاً في منازلهم، بينما تتربص الطائرات وقذائف الدبابات بمن نجو حتى الآن بانتظار اللحظة التي تنقض عليهم لتخطفهم من بين أيدي آبائهم وأمهاتهم وتردم البيوت فوق رؤوسهم وتحولها إلى مقابر جماعية، 100 عائلة أبيدت حتى الآن بينما لا زال مئات إن لم يكن آلاف محاصرين تحت الركام."

 

وقال اشتية: " إن أطفال غزة يموتون بين أيدي آبائهم، وفي أرحام أمهاتهم، ويموت الأطفال الخدج في الحاضنات التي انقطعت عنها الحياة بانقطاع الكهرباء، وتجري العمليات بدون أدوات التخدير وخارج غرف الإنعاش وفي ساحات المستشفيات التي فاضت بالجرحى والشهداء."

 

وطالب اشتية بوقف العدوان الآن والسماح بعلاج المصابين لإنقاذ حياة الآلاف الذين يتهددهم الموت، وأضاف: "في غزة يسكن النازحون في بيوت المنكوبين ويتقاسم المنكوبون الموت وهم في بيوتهم، وأثناء نزوحهم وخلال وقوفهم في طوابير الحصول على شربة ماء أو رغيف خبز، أو داخل المستشفيات قصفاً بالطائرات أو موتاً بانقطاع الدواء."

 

وتساءل اشتية عن كميات الدماء التي يمكنها أن تروي ظمأ المجرمين قبل أن تتوقف آلة الفتك والدمار عن ممارسة القتل مدفوعة بغريزة الانتقام، وأضاف:" إن آلة القتل الجهنمية المدفوعة بغريزة الفتك والانتقام والرعب والدمار لم تكتف حتى الآن بما حصدته من أرواح وبما عمقته من جراح ولا ندري كم هي أعداد الضحايا التي تكفي أو كم هي الدماء التي تروي عطش المنتقمين المجرمين".

 

وأضاف: "نرفع صوتنا عالياً: أوقفوا الحرب على أهلنا، افتحوا ممرات إنسانية آمنة لإدخال الغذاء والدواء والماء والوقود وعلاج الجرحى، أعيدوا الماء والكهرباء، أوقفوا التهجير القسري. إن عشرين شاحنة يومياً لا تمكن الناس من مواجهة أدنى احتياجاتهم الإنسانية."

 

وثمن اشتية عالياً مواقف الدول والحكومات والشعوب التي انحازت إلى قيم الحق والعدل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، داعيا الدول الراعية للعدوان لتصحيح مسارها وعدم الوقوف في الاتجاه الخاطئ للتاريخ وأضاف:" هذه أيام للحقيقة وللضمير وللإنسانية، وندعو الدول الصامتة للخروج عن صمتها والدول الراعية لحرب الإبادة المتدحرجة بالتوقف عن رعايتها للمقتلة الجماعية المتواصلة، وأن تنحاز إلى القيم والقوانين الإنسانية وعدم الوقوف في الاتجاه الخاطئ للتاريخ، فالتاريخ لن يرحم من يخاصمه."

 

وأضاف :" إن الرئيس ومعه الحكومة يواصلون الجهود مع مختلف الأطراف من أجل لجم العدوان، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وفتح مسار سياسي يعالج جذور القضية، نحن سوف نتصدى لمخطط التهجير، وسوف نواجه الحلول المجتزأة، مسؤوليتنا تجاه أهلنا في غزة لم تبدأ اليوم، ونحن على مدار السنين ومنذ تأسيس السلطة بقينا نقدم لغزة كل ما نستطيع من كهرباء وماء ودواء وكتب مدرسية وبنى تحتية ومشاريع تطويرية ودعم للقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وهذه المسؤولية لن تتوقف، ومثلما هدموا في الماضي وأعدنا البناء، سوف نعمل كل الممكن لإعادة بناء ما هدموه".

 

واعتبر اشتية أن العدوان لم يتوقف عن استهدافه لأهلنا هنا في الضفة الغربية بما فيها القدس سواء كان من قبل جيش الاحتلال أو من قبل عصابات المستوطنين الإرهابية، التي تم تسليحها لتمارس جرائمها المروعة بحق شعبنا، ومصادرة الأراضي وتقطيع الضفة الغربية إلى بانتوستانات ومربعات عزل. مجدداً التأكيد على حق شعبنا الدفاع عن نفسه بما شرعته الشرائع الدولية والقانون الدولي.

 

وأكد اشتية بأنه رغم نزف الجراح ووجع المعاناة ورغم الظلم والظلام فإن شعبنا سينتصر، وسينال حريته بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس طريقنا عاصمة دولتنا وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

 

وعبر مجلس الوزراء أنه رغم ما يتعرض له القطاع من دمار ودماء فإن مجلس الوزراء سيواصل الاضطلاع بمسؤولياته تجاه أهلنا الذين يتعرضون لحرب إبادة ومحاولات التهجير القسري، مؤكداً أن شعبنا الذي يقدم التضحيات الجسام قادر على إفشال مخططات الاحتلال بالتهجير من خلال عمليات التقتيل والتجويع وأنه لن يقبل بأية حلول مجتزأة.

 

وأعرب مجلس الوزراء عن تقديره للدور الذي تضطلع به الطواقم الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية وخاصة الكوادر الطبية التي تعمل في القطاع وسط شح الإمكانيات وتحت القصف والخوف ونقص الدواء وانقطاع الماء والكهرباء والاتصالات التي تعوق عمل طواقم الإسعاف.

 

كما عبر المجلس عن تقديره للدور الذي تقوم به الطواقم الصحفية في نقل الصورة للعالم لفضح الفظاعات التي ترتكبها قوات الاحتلال من حرب إبادة تستهدف العائلات، مترحماً على أروح الشهداء من الصحفيين الذين استهدفوا مع عائلاتهم لمنعهم من نقل الصورة وتوثيق الجريمة باعتبارهم شهود الإثبات.

 

كما وعبر المجلس عن تقديره للأجهزة الأمنية في الضفة الغربية التي تضطلع بدورها في القيام بواجباتها لضبط الأمن وعدم السماح بأية محاولات للمس بالوحدة الوطنية وبصلابة الجبهة الداخلية وعدم السماح بصرف الانتباه وحرف البوصلة عما يتعرض لها أهلنا في قطاع غزة من حرب إبادة ومحاولات للتهجير القسري.

 

وقدمت وزيرة الصحة د. مي كيلة تقريراً عن الأوضاع الصعبة التي يمر بها النظام الصحي بالقطاع والذي يتهدده الانهيار بسبب نقص الدواء والوقود لتشغيل المولدات لتعويض النقص بسبب انقطاع الكهرباء والماء. كما عرضت على المجلس خطة طوارئ لتأمين المستشفيات في الضفة الغربية للأشهر الثلاث المقبلة.

 

وقدم وزير التنمية الاجتماعية د. أحمد مجدلاني تقريراً حول حجم التدخلات التي قامت بها وزارة الشؤون الاجتماعية للنازحين في مراكز اللجوء في قطاع غزة وفي مدارس الاونروا وخاصة توفير الطعام والماء.

 

وقدم وزير العمل د. نصري أبو جيش تقريراً حول أوضاع العمال الذين كانوا يعملون في إسرائيل وطردتهم إسرائيل إلى الأراضي المحتلة والذي بلغ عددهم 5600 عامل وجهود الوزارة في توفير المأوى والمأكل والحياة الكريمة لهم في أماكن الإيواء التي تم استضافتهم فيها وكذلك توفير فرص عمل للعديد منهم.

 

وتحدث وزير التربية والتعليم العالي والمسير لأعمال وزارة التربية والتعليم الدكتور محمود أبو مويس حول واقع وظروف التعليم الجامعي والمدرسي في جميع المؤسسات الجامعية والمدارس في جميع المحافظات مؤكداً على أهمية استمرار التعليم الوجاهي في جميع المدارس.

 

وأكد أبو مويس أن مجلس التعليم العالي سيظل في حال انعقاد دائم لمتابعة أوضاع التعليم في مؤسسات التعليم العالي خاصة في المحافظات الجنوبية ورصد للاستهداف الذي طال المؤسسات وطلبتها والعاملين فيها اتخاذ ما يلزم من قرارات وإجراءات.

 

كما شدد أبو مويس على أن يكون التعليم في مؤسسات التعليم العالي في المحافظات الشمالية وجاهياً ما لم يحول دون ذلك أسباب تتعلق بحرية التنقل بين المحافظات على أن يترك للجامعات والكليات القرار بشأن الدوام وجاهياً أو عن بعد.

 

وقد قرر المجلس ما يلي:

1. اعتماد تقرير المجلس حول متابعة المستجدات في قطاع غزة الناتجة عن الحرب التي يشنّها جيش الاحتلال على شعبنا هناك، بما في ذلك القرارات الخاصة بتنسيق وصول وتوزيع المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية، وإيصالها إلى المواطنين.

2. تخصيص مبلغ مالي استثناءً لتلبية جميع احتياجات العمّال من المحافظات الجنوبية الذين طردهم الاحتلال إلى المحافظات الشمالية.

3. المصادقة على خطة وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية والتعليم الخاصة بدوام الطلبة في الجامعات والمدارس، لتكون الدراسة دائماً بالأسلوب الوجاهي، إلّا في حالات محددة قد ينتج عنها تعريض حياة الطلبة أو العاملين للخطر الناتج عن اعتداءات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين.

4. اعتماد موازنة وخطة طوارئ لوزارة الصحة بما يشمل الأدوية والمستلزمات الطبية لتلبية احتياجات المستشفيات الفلسطينية للثلاث أشهر القادمة.

جلسات مجلس الوزراء

جلسة مجلس الوزراء (3)
جلسة مجلس الوزراء (3)
24/04/2024
جلسة مجلس الوزراء (3)
جلسة مجلس الوزراء (3)
16/04/2024
مجلس الوزراء في جلسته الثانية يناقش جهود إغاثة غزة وتط..
مجلس الوزراء في جلسته الثانية يناقش جهود إغاثة غزة وتطوير القطاع التعليمي
08/04/2024